مع انتهاء معركة التحرير وصوت آخر رصاصة كان علينا أن نخوض معركة تحريرٍ جديدة للعقول ونعيد بناء الإنسان عبر كلمةٌ حرّة، فكرٍ واعٍ وحوار هادف، فمدينة حمص لم تكن بحاجةٍ إلى إسمنتٍ يُصلح جدرانها بقدر حاجتها إلى كلمةٍ توحّد أبناءها… وبرؤيةٍ شابة تؤمن بأن الغدَ يُصنع اليوم.. فكرةً بفكرة هكذا انطلقت من مؤسسة العزم للريادة والتنمية فكرة مبادرة شبابية تحت عنوان صدى حمص لتكون قائدة هذه المعركة وترفع أصواتاً تكسر حاجز الصمت وتصبح صدى يصدح في جميع البقاع. حيث وضعت هذه المبادرة أهدافاً كبيرة لها ومازالت تسعى نحوها.

أهداف صدى حمص
- خلق مساحاتٍ آمنةٍ للتعبير
- تعزيز ثقافة الحوار البنّاء
- رفع الوعي المجتمعي على كافة الأصعدة
- تقديم تجارب الناجحين والخبراء
مسارات صدى حمص
اختارت مبادرة صدى حمص مسارين مميزين لتحقق من خلالهما أهدافها التي ترنو إليها:
- المسار الأول هو مسار المنتديات: وهو عبارة عن ملتقيات حوارية مفتوحة تتناول مواضيع معينة وقضايا تهم المجتمع بعد استطلاع رأيه، ويشارك فيها الحضور في طرح آرائهم وتساؤلاتهم حول القضية أو العنوان المطروح ليجيب عنها خبراء يتم استضافتهم لإدارة وإثراء هذه الحوارات.
- المسار الثاني هو مسار المؤتمرات: وهو عبارة عن حدث نصف سنوي يشارك فيه متحدثون أصحاب خبرات في مسرح عام يطرحون خلاله تجارب، خبرات، قصص ملهمة وقضايا تهم الرأي العام.
منتديات صدى حمص التي أقيمت حتى الآن
المنتدى الأول: منتدى القيم والهوية بتاريخ 8/2/2025 استضاف هذا المنتدى ثلاثة من المحاورين ليتردد خلاله كلمات لم نكن نجرؤ حتى على التفكير بها، وانشغلنا عنها بين معارك الحياة الكثيرة فأعدنا خلاله تعريف القيم والهوية، وكيف يمكن لنا أن نعيد تشكيل هوية حقيقية جديدة تعبّر عنا، حيث سمح هذا المنتدى لمن حضره بأن يقف صادحاً بصوته معبراً عن هويته بحرية دون قيود.

المنتدى الثاني: رمضان من الشعيرة إلى التغيير بتاريخ 14/3/2025
جمع هذا المنتدى ثّلة من الشباب لتعالج حواراته فلسفة شهر رمضان المبارك من عدة جوانب اجتماعية وتربوية وإصلاحية.. على مستوى الفرد والأمة.. والمقارنة بين الشخص الفرداني لا يدعوا إلى الخير كما في مبدأ دعوة الإسلام التي تدفع المسلم ليكون حريصاً على غيره كما الإسلام دين جماعي تتجسد فيه الروح الجماعية في الكثير من العبادات والشعائر الجماعية مثل شهر رمضان من خلال تعزيز انعكاساته الاجتماعية والإصلاحية عن طريق الحوار.


المنتدى الثالث: دور الشباب شراكة من أجل المستقبل بتاريخ 2/7/2025
ناقش هذا المنتدى دور الشباب وشراكتهم في بناء مستقبل مدينة حمص، وذلك بمشاركة نخبة من الشباب الفاعلين في المجتمع المحلي وممثلي الجمعيات والفرق التطوعية والتنموية، وذلك بحضور محافظ حمص الدكتورعبد الرحمن الأعمى للإجابة عن تساؤلات الشباب حول أدوارهم والخطط التي تُقبل عليها حمص.

المؤتمر الأول: صدى التحرير والبناء
جمع المؤتمر الأول في قصر الثقافة ما يقارب 1000 شخص من الحضور للاستماع إلى ثمانية أصوات حرة. حيث التقت حكمة الناجين بطموح الشباب لتنيره وتفتح أمامه آفاقاً أوسع، فلم تكتف المبادرة بتعزيز أدوار الشباب القيادية في تمكينهم من قيادة وتنسيق مثل هذه المبادرات فهي لم تكن حينها وحيدة بل إن ضرورتها وأثرها الواضح دفع كلّاً من منظمات، مؤسسات، وفرق العمل المجتمعية وكل من يهتم لبناء هذه المدينة أن يكون شريكاً وداعماً لهذه المبادرة مؤكدين بهذا أن نهضة المدينة مسؤولية الجميع.

أما عن الأثر الذي تركه المتحدثون في هذا المؤتمر فقد بدى جليّاً في تردد صدى العناوين التي طرحت وما حملته من إثراءٍ للعقل وتنويرٍ للفكر وكسر لقيود الاستبداد المعرفي الذي عانينا منه أكثر من 54 عاماً، فقد طرح خلال هذا المؤتمر سبعة عناوين كانت كحجر الأساس لبناء الإنسان الذي نحلم فيه وتعددت لتشمل:
العودة إلى الحرية، قوة العمل الجماعي وكيف يمكن أن يغير مصير بلادنا، الوقت كالمورد الأكثر قيمة في رحلة البناء، وكيف تعيد المسؤولية المجتمعية بناء واقعنا، الوعي السياسي للأفراد، صناعة التغيير بين التخصص والمهارة ودور العلوم الإنسانية فيها، دورنا بعد التحرير والممكنات التي لدينا.

وبعد النجاح المميز لصدى حمص تأكدنا أن صدى هذا الحوار حاجة ملحة وليس ترفاً فكرياً، فبدأت هذه المبادرة الصغيرة تتخذ مساراً أكبر لتصبح برنامجاً كاملاً يعمل على تحقيق تلك الأهداف برؤى أكبر لإعمار هذه المدينة من جديد بشراكات جديدة مع كل من يعمل لأجل حمص.
بجهود أكبر تسعى صدى حمص أن تذيع صوتاً يُسمَعُ لا يُكمَّم..
ووعيٍ يَبنِي لا يَهدِم..
وأن تُحرِرَ كلُّ كلمةٍ يتردد صداها سؤالاً مكبوتاً..
وأن يكون كلُّ صوتٍ يُضافُ إلى هذا الصدى يوماً زلزالَ نهضةٍ لإعمار هذه المدينة.




