استشفاء الغابات

مدة القراءة: 3 دقيقة

مازالت قلوبنا حزينة على مصاب غابات سورية .

و مازالت رائحة الدخان تنبعث من أعالي الجبال الحزينة تحاول أن تنعي ما خسرته .

و لكن إن دامت الأحزان فلن يكون للمستقبل لحظة لتشرق فيها الشمس .

الآن و بعد أن هدأت نيران الغابات حري بنا أن نعي مستقبل غاباتنا و ما المراحل التي ستقبل عليها لتُشفى بشكل كامل فهي تعتمد بذلك على عدة عوامل طبيعية و بشرية منها على مستوى دولي و منها على مستوى مجتمعي :

 أولاً العوامل الطبيعية :

 عملية التعافي الذاتي للغابات هي بحد ذاتها أهم الخطوات في الاستشفاء فالعديد من الأنواع النباتية في سوريا (مثل الصنوبر الحلبي والسنديان) لديها قدرة على التعافي الذاتي عبر:

١. إعادة الإنبات من الجذور أو البذور المتبقية في التربة.

٢. الإنبات من البذور المخزنة في التربة أو التي تنقلها الحيوانات والرياح.

 ثانياً العوامل الدولية :

و يتم ذلك من خلال فرق أكاديمية مختصة بالإضافة لإسهامات عالمية لتأمين عملية استشفاء أسرع عن طريق :

١. التقييم الأولي للأضرار و حالة التربة و نساحة الغابات المحترقة و شدة الاحتراق على مقاييس محددة

٢. التعاون مع منظمات عالمية كبرنامج الأمم المتحدة للبيئة للحصول على الدعم الفني والمالي.

٣. الاستفادة من تجارب دول مشابهة (مثل لبنان أو تركيا) في إعادة تأهيل الغابات و خاصة التجربة التركية في ( مشروع التنفس )بالتركية: Nefes Projesi .

 ثالثاً العوامل المجتمعية :

تتجلى أهمية هذا العامل كونه الأسرع تطبيقاً و الأكثر تعدداً من ناحية الحلول المتوافرة من خلال :

١. زراعة أشجار محلية مقاومة للجفاف والحرائق (مثل الصنوبر الحلبي، البطم، السنديان) بطريقة ممنهجة و يشرف عليها الوزارات الدولية .

٢. زراعة نباتات شجيرية سريعة النمو لتثبيت التربة وتوفير الظل في المناطق الأقرب للسكن .

٣. تقليل الأنشطة البشرية المسببة للحرائق (مثل الرعي الجائر أو الحرائق الزراعية العشوائية) .

٤. توعية السكان المحليين بأهمية الغابات ومخاطر الحرائق .

نهايةً لابد من تضافر هذه الجهود الثلاث بأسرع ما يمكن و مواجهة التحديات التي من شأنها أن تعرقل عملية الإستشفاء بهدف الوصل إلى غابات خضراء تشكل حزام أمان من عملية التصحر و منشأة سياحية تعكس أجمل صورة لسوريا الحضارة .

Scroll to Top