
ما هي الهوية البصرية السورية الجديدة؟
الهوية البصرية ليست مجرد ألوانٍ وشعارات…
إنها الصورة التي نراها فنشعر بها قبل أن نفهمها، نلمسها بأعيننا فتهز فينا جذور الانتماء.
هي الشكل الذي تتحدث به الذاكرة، والمرآة التي تعكس روح الأمة.
من الخطوط والنصوص، إلى الألوان والرموز، إلى الصور والملمس…
كل تفصيلة صغيرة فيها تحكي قصة كبيرة، وتجسد شعورًا جمعيًا قديمًا أو جديدًا.
بين هويةٍ قديمة مأزومة، وهوية جديدة تنبض بالمعنى
لسنوات طويلة، كانت الرموز البصرية في سوريا مرتبطة بهيمنة السلطة لا بحرية الشعب.
العقاب الذي كان يعلو الشعار الرسمي لم يكن يُقرأ كرمز سيادة، بل كظلٍ للعقاب ذاته…
والعلم ذو اللون الأحمر والنجمتين، لم يكن مجرد قماش، بل ذكرى سياسية ثقيلة على القلوب.
ومن هنا، وُلدت الحاجة، بل الرغبة العميقة، في إعادة رسم الملامح…
ليس نكرانًا للماضي، بل ثورة على تشويهه
جاءت الهوية البصرية الجديدة لتلبي حلمًا كان مختبئًا في قلب كل سوري:
أن يرى نفسه حرًا، جميلًا، كريمًا، في صورة بلده.
قراءة في رمزية الشعار الجديد
الشعار الجديد لا يهاجم، لا يدافع…
بل يقف هناك، مستعدًا.
عقابٌ بجناحين مفتوحين، لا للانقضاض، بل للاستعداد، كأنه يقول:
“نحن هنا، بثبات، بكرامة، جاهزون للمستقبل.”
ثلاث نجمات تلمع في قلبه، لا تمثل حزبًا أو توجهًا، بل الشعب ذاته
الأجنحة الأربعة عشرتحاكي محافظات الوطن بأكملها، كل ريشة فيها تحمل روح مدينة، وتاريخ ناسها، وتضحياتهم.
أما ذيل العقاب بخمسة فروع، فليس مجرد عنصر تصميمي، بل بوصلة تشير إلى جهات الوطن الخمس: شماله، شرقه، غربه، جنوبه، ووسطه.

ألوان تُعبّر… لا تزيّن
كل لون في هذه الهوية له قصة:
الأخضر ليس مجرد رمز للثورة، بل رمز للحياة، للطبيعة التي تنبض في سوريا رغم الجراح.
هو ظلّ الشجر في الغوطة، وهو عشبة في جبل، وهو سلام في القلب.
الذهبي، لون الشمس حين تشرق على حجارة تدمر، ووهج الحضارات التي لم تُمحَ رغم كل شيء.
هو تذكير أن تاريخنا أقدم من الحرب، وأعمق من السياسة.
أما الألوان الفرعية: الأحمر الداكن، الأبيض، الأسود، والرصاصي، فهي ليست ألوانًا مجردة، بل مستخرجة من جلد هذا الوطن…
من جدرانه، من بيوته الطينية، من أسطح القرى، من ترابه وغباره وهوائه.

ليست الهوية البصرية الجديدة مجرد عملية تصميم…
إنها كتابة بصرية لحلم جماعي
حين نعيد رسم أنفسنا، فإننا لا نجمّل صورة مكسورة، بل نبني نافذة نطلّ منها على ما نريد أن نكون عليه.
في كل شعار جديد، وكل لون، وكل خط، هناك نَفَسُ أملٍ جديد
فكما تعيد الأرض خُضرتها بعد شتاءٍ قاسٍ،
تُولد سوريا اليوم من رحم الرماد،
بهويةٍ تُوحِّد لا تُفرّق،